دور الالعاب في تربية الاطفال وتكوين الشخصية

تربية-اطفال-لعب

          تؤدي الالعاب دورا أساسيا في تربية الاطفال وتكوين شخصية الطفل. إذ تساهم الالعاب في تنمية ذكاء الاطفال وتحفيزهم على التفكير وتشجعهم على الابتكار. وتشغل الالعاب حيزا كبيرا من اهتمام الاطفال، حيث تشكل الالعاب مصدر متعة للطفل وفي نفس الوقت فرصة لاكتشاف مهاراته وقدراته وميولاته. ويمكن استخدام انواع من الالعاب في تعليم الاطفال مهارات معينة، وفي تربيتهم على سلوكات ومبادئ محددة. وتؤكد الدراسات النفسية الخاصة بالاطفال أن الانسان في مرحلة الطفولة المبكرة يحتاج الى فترة كبيرة من اللعب، بحيث تتحول كل الاشياء بالنسبة اليه الى لعبة أو وسيلة للعب. ويصبح اللعب مهما في حياة الطفل منذ السنة الثانية من عمره ويستمر ذلك الى مابعد سن العاشرة. بحيث يصبح اللعب أهم من الغذاء ومن كل شيء اخر. ولذلك فالتركيز على اللعب عند الاطفال واستخدامه كتقنية للتعلم ووسيلة لجذب انتباه الاطفال في التربية يعتبر أمرا حاسما في ترسيخ قيم ومبادئ جيدة.

- دور اللعب في تنمية الذكاء:

           أكد كثير من علماء النفس وعلى رأسهم جون بياجي أن اللعب يشكل عاملا أساسيا في نمو الذكاء لدى الاطفال، فالالعاب تعتبر مجالا لممارسة انشطة حركية وبصرية اضافة الى تطوير قدرات التفكير والاجتهاد في حل المشكلات وفي تركيب الاشكال مما يساهم في توسيع خيال الاطفال. وتؤكد الدراسات النفسية ان اللعب يساهم في تطوير مهارات مختلفة، فمن خلال ادماج العاب مختلفة الالوان والاشكال يستطيع الطفل توظيفها في التعلم، ومن خلال الالعاب يمكنه التعرف على اسماء الحيوانات والالوان والحروف والارقام، كما تستعمل الالعاب في تعامل الطفل مع الواقع، فمن خلال الالعاب يتعرف الطفل على الاشياء المحيطة به.

- انواع الالعاب التربوية للاطفال:

العاب-اطفال-تربوية

               تنقسم الالعاب التربوية الى عدة اقسام منها مايرتبط بتنمية الذكاء اللغوي، وتعلم اسماء الكائنات والاشياء، ويندرج في هذا الصنف الالعاب التي تكون في شكل حيوانات والالعاب التي تتخذ شكل خضر ونباتات وفواكه، والعاب الطائرات والعاب الدراجات والباخرات والعاب السيارات والعاب الشاحنات. ومنها ومايتعلق بتطوير القدرات الحسابية والذكاء الرياضي، وتتخذ شكل مربعات تشتمل على ارقام تسمح بالقيام بعمليات حسابية. والى جانب ذلك هناك العاب ترتبط بتطوير هوايات ومهارات ذوقية خاصة بالفنون والابداعات مثل الرسم والموسيقى، فهذه الالعاب تساهم في تنمية القدرات الابداعية في مجال الفنون الجميلة، وغالبا ما ينجح الطفل في تعلم العزف على ألة موسيقية منذ الطفولة.

- دور الالعاب في الاندماج الاجتماعي للاطفال:

       تساهم الالعاب في تشجيع  الاطفال على الاندماج في الحياة الاجتماعية والمشاركة في الانشطة الجماعية وتجاوز مشاكل الخوف والانغلاق والعزلة التي تكون عند بعض الاطفال. فمن خلال مشاركة الطفل في الالعاب الجماعية يكتسب روحا مرحة وينفتح على الاطفال الاخرين وتنمو تجربته في التعامل مع اقرانه، ويعرف كيف يتجاوب معهم. كما تساهم الالعاب في تكوين شخصية الطفل واكتسابه جرأة في اتخاذ القرارات أمام أصحابه، فيتعلم كيف يتحاور مع الاخرين وكيف يتعامل بشكل ايجابي، ويتخلى على السلوكات الانطوائية او الانانية. 

- الالعاب والسعادة الاسرية:

العب-مع-اطفالك

          يعتقد كثير من الاباء أن الطفل يحتاج الى الحاجيات الضرورية فقط مثل الاكل والشرب واللباس ومصاريف الدراسة والسكن، ويتجاهل دور الامور النفسية والمستوى الطفولي للأبناء، فرغم أن الحاجيات الاسياسية ضرورية غير أنها لا تصنع سعادة للاسرة، ويحتاج الطفل الى قسط من وقت واهتمام الاباء لكي يشاركونه في الالعاب والمرح لكي لا يشعر بالغربة داخل اسرته. وقد يعتبر اللعب مع الاطفال داخل الاسرة من أهم شروط السعادة الاسرية، فالابوين تربطهما علاقة طيبة مع الابناء فمن خلال اللعب مع الاطفال يتم تحقيق راحة نفسية ونسيان هموم ومشاكل الحياة وقساوة العمل وضغوطات الحياة، إذ يشعر الاب والام من جهة والابناء من جهة اخرى بسعادة ومرح داخل اسرتهم، يخفف من ضغط الاوامر والتوجيهات والخوف الناتج عنها. ومن الاكيد أن الابناء يحتفظون في ذاكرتهم بطريقة تعامل الاباء معهم، فكلما كانت ذكرات الطفولة تشتمل على اهتمام الابوين بالطفل من حيث مشاركته العابه وهمومه يشعر بحنين وقرابة حقيقية للابوين، وكلما اقتصر دور الابوين على الطعام والاوامر والتوجيهات وكثر الصراخ، كلما زاد نفور الطفل وعصيانه وتمرده على الابوين. كما أن الاسرة التي يقضي فيها الاب وقت فراغه خارج البيت في المقاهي، وتقضي الام وقتها أمام التلفاز او في امور البيت منشغلة عن الاطفال، يكون الطفل فيها غريبا عن اسرته. ورغم أن الطفل لا يعبر عن ذلك غير أنك تستطيع ملاحظة عدم رضاه من خلال تصرفاته.

        وفي الاخير نؤكد أن الالعاب تحتل مكانة أساسية في نفسية الطفل، وقد يهتم الطفل باللعب اكثر من اهتمامه بالاكل والشرب واللباس. لهذا ينبغي استغلال اللعب وتوظيفه بطريقة جيدة في تربية الطفل وتعليمه وتنمية ذكائه ومهاراته.

شاركه على جوجل بلس

الكاتب ziton