الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

artificial_intelligence
الذكاء-الاصطناعي
         يدل الذكاء الاصطناعي على الذكاء الذي تتميز به البرامج والانظمة وأجهزة الحاسوب، ويشير الذكاء الاصطناعي الى حقل معرفي يختص في دراسة وانتاج الاجهزة والبرامج والالة القادرة على القيام بسلوكات ذكية. ويعرف الذكاء الاصطناعي بدراسة وتصميم الكيانات والانظمة الذكية، بحيث تكون هذه الانظمة قادرة على استيعاب بيئتها والتفاعل معها والقيام بسلوكات ذكية تكون ناجحة وفعالة حسب تخصصها. ويرتكز الذكاء الاصطناعي على محاولة تقليد قدرات الذكاء البشري ونقلها الى الاجهزة والانظمة المعلوماتية، بحيث تصبح الانظمة والاجهزة والالات قادرة على القيام بسلوكات ذكية مثل التعلم والتفكير المنطقي والادراك والتواصل باللغة الطبيعية والتخطيط والقدرة على الحركة والتعامل مع الاشياء. ويتصف الذكاء الاصطناعي بالمستوى العالي من التخصص والتقنية، بحيث ينقسم الى مجموعة من الفروع يختلف بعضها عن بعض من حيث طبيعة البحث وتميز الموضوع. ويهتم الذكاء الاصطناعي بدراسة مواضيع مختلفة من بينها الذكاء العام والذكاء الرياضي والمناهج الاحصائية والذكاء الرمزي والمنطق والذكاء اللغوي والحركي ... وتشارك مجموعة من المجالات المعرفية في دراسة الذكاء الاصطناعي على رأسها: علوم الحاسوب، والرياضيات، والفلسفة، وعلم النفس واللسانيات وعلم الاعصاب. ويطرح الذكاء الاصطناعي عدة اشكالات من بينها: هل يمكن انتاج ذكاء اصطناعي لدى الاجهزة مشابه للذكاء الانساني؟ وهل يستطيع الذكاء الاصطناعي ان يتجاوز قدرات الذكاء الانساني؟ هل تستطيع الالة أن تحل، باستخدام الذكاء الاصطناعي، جميع المشاكل التي يحلها الانسان؟ وهل هناك حدود لمستوى الذكاء لدى الالات؟ هل تشكل الالات الذكية خطرا؟  كيف نجعل أفعال الالة واستخداماتها متوافقة مع المبادئ الاخلاقية؟ هل تستطيع الالة أن تملك عقلا ووعيا ومستوى تفكير مشابه للانسان؟ هل يمكن للالة أن تمتلك مشاعر وتطالب بحقوق؟ وهل تستطيع الالة في مستوى من تطور ذكائها الاصطناعي ان تلحق الضرر عن قصد بالانسان؟


الذكاء الاصطناعي لمحة عن مساره التاريخي:

artificial_intelligence_invention
الذكاء-الاصطناعي
     تم تطويرالمنطق الصوري والتفكير المجرد من طرف مجموعة من الفلاسفة وعلماء الرياضيات منذ عصور قديمة، وقد ادت دراسة المنطق الى اكتشاف الحاسوب الالكتروني الرقمي القابل للبرمجة، حيث ارتكزت على اعمال عالم الرياضيات الخوارزمي والعالم ألان تورين Alan Turing وغيرهم. اذ اقترح ألان تورين في نظرية الحساب أن الالة تستطيع تقليد كل العمليات الرياضية الاستدلالية من خلال اختزال الرموز في الرقمين 0 و 1 فقط. وقد ساهمت هذه النظرية، الى جانب عدد من الابحاث في مجال علم الاعصاب ونظرية المعلومات وعلم التحكم الالي، في تشجيع عدد من الباحثين على الاهتمام بتأسيس دماغ الكتروني.

        بدأ الاهتمام بالذكاء الاصطناعي سنة 1956 خلال مؤتمر صيفي بجامعة دارتموث Dartmouth بالولايات المتحدة الامريكية، والذي حضره جون مكارتي، ومارفين مينسكي، وألين نويل، وأرثر سمويل، وهربرت سيمون وقد ظلوا زعماء البحث في مجال الذكاء الاصطناعي لعقود متتالية، حيث قاموا ببرمجة برامج حاسوب مذهلة، يستطيع بواسطتها الحاسوب من ربح لعبة الشطرنج ضد انسان، وحل معادلات رياضية، والاستدلال على مبرهنات منطقية، كما يستطيع الحاسوب تكلم اللغة الانجليزية. وخلال ستينيات القرن العشرين قامت وزارة الدفاع الامريكية بتمويل مجموعة من الابحاث والمختبرات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في مختلف دول العالم. وفتح هذا الامر مجالا للتفاؤل الكبير لدى المؤسسين الاوائل للذكاء الاصطناعي، حيث توقع هربرت سيمون: "انه خلال عشرين سنة فقط ستكون الالات قادرة على القيام بجميع الاعمال التي يقوم بها الانسان"، وقد وافقه مارفين مينسكي حيث قال:" أن مشكلة خلق ذكاء اصطناعي سيتم حلها نهائيا في غضون جيل واحد فقط". غير أنهم فشلوا في حل كثير من المشكلات والصعوبات التي واجهتهم. وتم تخفيض تمويل المشاريع الخاصة بالذكاء الاصطناعي في الفترة الممتدة بين 1974 الى 1980. ومع بداية ثمانينيات القرن العشرين عرف مجال الذكاء الاصطناعي انتعاشا بسبب النجاح الذي حققه مجال التجاري في الانظمة الخبيرة expert system وهو نوع من برامج الذكاء الاصطناعي الذي يحاكي المعرفة ومهارات التحليل الخاصة بعدد من الخبراء البشريين. وخلال سنة 1985 حققت المتاجرة في منتجات الذكاء الاصطناعي اكثر من مليار دولار. وقد شجع الجيل الخامس من الحواسب اليابانية الحكومة الامريكية والبريطانية على اعادة تمويل الابحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، غير أن الخسارة التي عرفها سوق Lisp Machine (إحدى لغات البرمجة الخاصة بالذكاء الاصطناعي) ستؤدي الى تراجع كبير في الاهتمام بتطوير مشاريع وابحاث الذكاء الاصطناعي.

     لكن مع نهاية تسعينيات القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين حقق الذكاء الاصطناعي نجاحا باهرا. بحيث بدأ استخدامه في الخدمات اللوجيستية والبحث في البيانات والتشخيص الطبي وفي مجالات اخرى ضمن التكنولوجيا الصناعية، ويمكن ارجاع ذلك النجاح الى عدة اسباب من بينها: التطور الكبير الذي عرفته اجهزة الحاسوب، والتركيز على حل المشكلات الصغرى، وربط علاقات مع المجالات المعرفية التي تشتغل على نفس المشكلات التي يعالجها الذكاء الاصطناعي، واتفاق الباحثين على الالتزام الصارم بالمناهج الرياضية و المعايير العلمية. وقد كانت سرعة الحواسيب سببا رئيسيا مكن اول حاسوب من هزيمة بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف سنة 1997.


اهداف الذكاء الاصطناعي:

artificial_intelligence_robot
الذكاء-الاصطناعي-الروبوت
       يهدف الذكاء الاصطناعي الى انتاج برامج واجهزة قادرة على التفكير المنطقي والاستنتاج وحل المشاكل، حيث ابدع الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي خوارزميات تحاكي الخطوات التي يتبعها الناس في التفكير وحل المشاكل والالغاز والاستنتاج المنطقي، كما طوروا مناهج ناجحة تستطيع التعامل مع المعلومات غير الاكيدة والناقصة، موظفين في ذلك مفاهيم من دراسات الاحتمال ومجال الاقتصاد. لكن بالنسبة للمشاكل المعقدة تحتاج هذه الخوارزميات الى حواسيب بمواصفات خيالية. لأن الناس يحلون معظم المشاكل معتمدين على الحدس أكثر مما يعتمدون على الخطوات المنطقية. وقد استفاد الذكاء الاصطناعي من ابحاث شبكات الاعصاب حيث قلد ما يحدث داخل الدماغ البشري من اجل انتاج المهارات المنطقية المتطورة، كما استفاد من الدراسات الاحصائية لتقليد قدرة الانسان على الحدس والتخمين.

      ويعمتد الذكاء الاصطناعي على استحضار المعرفة، فكثير من المشاكل يحتاج حلها الى استحضار معرفة مجالات مختلفة، ومن بين الاشياء التي يحتاج الذكاء الاصطناعي الى استحضارها نجد: معرفة الاشياء والخصوصيات والاصناف والعلاقات بين الاشياء والحالات والاحداث والاماكن والازمنة والقوانين وعلاقة السببية وتفسيرات المعرفة و(معرفتنا حول معارف الناس وتجاربهم) والمعرفة الوجودية، كل هذه الامور من الضروري ان تستحضرها الالة لكي تستطيع حل المشاكل. ويهدف الذكاء الاصطناعي الى اكتساب قاعدة بيانات كبيرة تشمل كل المعارف الشائعة بحيث يتمكن من التخطيط والتعلم واستخدام اللغة الطبيعية ويستطيع الحركة والقدرة على التعامل مع الاشياء الخارجية.
شاركه على جوجل بلس

الكاتب ziton

    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 comments:

إرسال تعليق